مقدمة :
ينتظم
المجال العالمي في مجالات متفاوتة الاندماج تتحكم فيها دول الثالوث، وترتبط فيما
بينها بتيارات وتدفقات بشرية واقتصادية ومالية.
فما المجالات المكونة للمجال
العالمي وما خصائصها؟
وما معايير تصنيفها؟
وما الترابطات الكبرى التي تتم
بين هذه المجالات وما انعكاساتها؟
I.
واقع تنظيم المجال العالمي ومعايير
تصنيفه في إطار العولمة :
1.
واقع تنظيم المجال العالمي في
إطار العولمة :
ينتظم المجال العالمي في ثلاثة مجالات متفاوتة من حيث
درجة اندماجها في الاقتصاد العالمي، وهي :
المجالات المهيمنة و المجالات المندمجة و المجالات
التي هي في طور الاندماج أو غير المندمجة
فالمجالات
المتحكمة (المهيمنة والمنظمة) في المجال العالمي هي :
المراكز
الاقتصادية الثلاثة الرئيسية في العالم، وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، وأوربا
الغربية واليابان، حيث تتركز أغلب الأنشطة الاقتصادية والمبادلات التجارية، وتضم
20% من الساكنة العالمية مقابل 72 % من الدخل الوطني الخام العالمي، وتعتبر
حواضرها الكبرى (لندن، نيويورك، طوكيو، باريس) مركز القرارات الاقتصادية والمالية.
أما
المجالات المندمجة في العولمة فهي :
البلدان
ذات الاقتصاد المبني على التصنيع وذات الميزان التجاري الإيجابي كالدول الصناعية
الجديدة كوريا الجنوبية على الخصوص)، والقوى الاقتصادية الصاعدة كالصين والهند
والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا،
ثم
المجالات التي هي في طور الاندماج كـ :
الدول
النفطية عبر تصديرها للبترول والغاز ودول أوربا الشرقية، ودول شمال إفريقيا وبعض
دول أمريكا الجنوبية.
أما
البلدان غير المندمجة فهي :
البلدان المهمشة،
والتي في غالبها تكتفي بتصدير المواد الأولية خاما، وتعاني باستمرار من عجز في
ميزانها التجاري، كما أن معظمها يعرف اضطرابات داخلية كبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
2.
بعض معايير تصنيف المجال العالمي
في إطار العولمة:
تعتمد معايير متفق عليها في تصنيف المجال
العالمي إلى مجالات متحكمة ومجالات مندمجة ومجالات في طور الاندماج، ومجالات غير
مندمجة في الاقتصاد العالمي. وأبرز هذه المعايير مؤشر التنمية البشرية وخاصة
الدخل الوطني الخام.
وهكذا نجد المجالات المتحكمة في المجال العالمي
ذات المؤشر (IDH) مرتفعا أكثر من 0,9 ودخل وطني خام يتجاوز
20.000 دولار، والمجالات المندمجة ذات مؤشر يتراوح ما بين 0.8 و 0.9 ودخل وطني خام
يتراوح ما بين 10 و15 ألف دولار ثم المجالات التي هي في طور الاندماج حيث مؤشر
التنمية البشرية بين 0,89 و0,7، والدخل من 1000 إلى 5000، وأخيرا المجالات المهمشة
غير المندمجة ذات مؤشر تنمية بشرية ضعيف. وتؤكد نسبة المساهمة في المبادلات
التجارية العالمية والاستثمارات الخارجية هذا التصنيف.
II.
مظاهر الترابطات داخل المجال العالمي
وانعكاساتها :
1.
مظاهر الترابطات داخل المجال
العالمي :
الترابطات هي الارتباط بين اقتصادات العالم
ومناطقه بفعل ظاهرة العولمة، والترابطات هي بشرية واقتصادية وثقافية وغيرها، فالترابطات
البشرية المتمثلة في هجرات السكان والعمال تبين أن الأقطاب الأساسية التي تنطلق
منها الهجرة توجد في دول الجنوب، والأقطاب المستقبلة. هي دول الشمال والدول
البترولية، وتتم تدفقات المهاجرين الشرعيين والسريين وهجرة الأدمغة لأسباب
اقتصادية وكذا سياسية وأمنية (الحروب الداخلية)، وتتجلى الترابطات الاقتصادية في
التدفقات التجارية والمالية التي عرفت تزايدا مدهشا فالمبادلات الخاصة بالمُنتجات
المصنعة تضاعفت 26 مرة تساهم الدول المصنعة بحصة الأسد فيها حيث تتم بينها أغلب
التدفقات التجارية، باستثناء تدفقات تيارات المواد الأولية التي تتم من الجنوب نحو
الشمال كتيار تجارة النفط مثلا.
2.
الانعكاسات المترتبة عن اختلال
التوازن في تنظيم المجال العالمي :
يظهر اختلال التوازن في تنظيم المجال العالمي في
كون 80% من سكان العالم لا تتحكم إلا في 20% من موارده وخيراته، في الوقت الذي
تسيطر فيه 20% من ساكنته على حوالي 80% من ثرواته ومنتجاته. فالبلدان النامية
وبلدان الجنوب عامة مازالت تعاني من مخاطر حقيقية وتحديات كبرى من جراء اتساع بؤر
التوتر والفقر والتهميش وانتشار الأمراض الفتاكة وعدم كفاية التزود بالماء الصالح
للشرب، وعجز الأنظمة الصحية والمدرسية، وارتفاع الأمية والبطالة.
خاتمة :
يتعين على دول الشمال الوفاء بتعهداتها لإضفاء
بعد إنساني وتضامني على العولمة. وذلك بمساعدة دول الجنوب من أجل التنمية وولوج
الأسواق، وتخفيض الديون الخارجية، وإلغائها بالنسبة للبلدان الأقل نموا كما يلزم
دول الجنوب استغلال كل فرص التعاون والتكامل التي تتيحها مؤهلاتها الاقتصادية
والبشرية والفكرية.
المصطلحات والمفاهيم الأساس حسب الإطار المرجعي:
المجال العالمي : مجال ينتظم في إطار سلسلة من العلاقات
والترابطات عبر شبكة من تيارات التبادل الدولي المتنوعة والمتشابكة.
المجالات المهيمنة: هي المراكز الاقتصادية الثلاثة الرئيسية فى
العالم، وهى : الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا الغربية واليابان حيث تتركز أغلب
الأنشطة الاقتصادية والمبادلات التجارية.
المجالات المندمجة : هي المجالات ذات الاقتصاد المبني على التصنيع،
وذات الميزان التجاري الإيجابي كالدول الصناعية الجديدة والقوى الاقتصادية الصاعدة.
مجالات في طور الاندماج : مجالات منتجة للمواد الأساسية كالبترول والنفط،
أو قطع بها التصنيع أشواطا مامة كدول أوربا الشرقية ودول أمريكا الجنوبية، ودول
شمال إفريقيا.